قد لا يلعب الصراع القائم بين الرئيس الأمريكي جورج بوش ومنافسه الديمقراطي على الرئاسة جون كيري دورا في تقرير السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية القادمة.
و حتى في حالة نجاح بوش وإعادة انتخابه فإن توجهات السياسة الخارجية الامريكية لاتزال غير واضحة.
ولكن هل تصبح السياسة الخارجية تجارة كما هو معتاد في واشنطن؟ وهل يحدث تغير ملحوظ في السياسة الخارجية الأمريكية يؤدي إلى تحول في مواقف واشنطن
لقد واجه الرئيس بوش انتقادات كان بعضها من جمهوريين بارزين مثل برنت سكوكروفت بسبب سبل تناوله للشؤون الخارجية.
كان برنت سكوكروفت قد عمل مستشارا للأمن القومي الأمريكي في عهد الرئيس بوش الأب، أما الآن فله بعض التحفظات على السياسة الخارجية للرئيس بوش الأبن.
وصرح سكوكروفت لصحيفة فاينانشيال تايمز إن جورج بوش مفتون برئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون وأن الجهود الأمريكية الحالية لإدراج الأمم المتحدة وحلف الناتو على قائمة الدول المانحة للمساعدات في العراق وأفغانستان ما هي إلا محاولات يائسة "لإنقاذ مشروع فاشل."
وتعد تعليقات سكوكروفت تذكيرا بوجود مواقف مختلفة، فيما يخص السياسة الخارجية، داخل الحزب الجمهوري الذي يسعى لإعادة انتخابه.
وقد يطلق عليها الجناح الواقعي أو العملي وهو مؤسسة السياسة الخارجية لهنري كسينجر وجيمس بيكر وآخرون وهي المؤسسة التي سيطرت على فكر الجمهوريين فيما يتعلق بالسياسة الخارجية لأكثر من 30 عاما مضت.
ولكن هذا التقليد اختفى مع قدوم بوش الأبن إلى السلطة حيث جاء معه مجموعة من المثقفين الذين انتهزوا الفرصة بعد أحداث 11 سبتمبر أيلول لدفع السياسة الخارجية الأمريكية نحو اتجاه جديد أكثر أحادية.
غير أن هؤلاء المثقفين فقدوا بريقهم في ظل الأخطاء الأمريكية في العراق وبدا أن برنامجهم لتحقيق الديمقراطية في الشرق الأوسط طموحا بشكل زائد.
فهل تبقى كوندوليزا رايس مستشارة الأمن القومي الأمريكي في منصبها في حال إعادة انتخاب الرئيس بوش؟
لا شك أن بوش يقدر بالتأكيد مهارات رايس، غير أن كثيرا من الخبراء شككوا فيما إذا كانت رايس قد تمكنت من توحيد وتنسيق السياسة الخارجية الأمريكية وهو جزء أساسي من عملها كمستشارة للأمن القومي.
وهل سيكون هناك دور لبول وولفتيز نائب وزير الدفاع المثير للجدل؟ بل وماذا عن وزير الدفاع دونالد رامسفيلد نفسه؟
كان من الواضح، على سبيل المثال، تقليل وزارة الدفاع لدور وزارة الخارجية في التعامل مع بعض النقاط الحرجة في السياسة الخارجية كالعراق وأفغانستان.
ولكن هل تعود العلاقات التقليدية بين وزارة الدفاع والخارجية إلى طبيعتها في حال فوز الرئيس بوش في الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟
لا شك أن تعليقات سكوكروفت تعد باختصار إشارة على أنه حتى في حال فوز بوش فإن حزبه لن يخلو ممن يسعون للتأكيد على وجهة النظر الجمهورية التقليدية المتعلقة بالتدخل الأمريكي في العالم.